*** حبيبتي ليستْ بشر ***
يا ليتني أبقى أمامكِ دائمًا
مُتأمِّلاً صُنْعَ البَدِيعِ المُقْتَدِرْ
فأنا بِدونكِ يا هُدى في وِحدتِي
ماهمَّني لو طال عُمْرِي أو قصُرْ
مِنْ يومِهَا لمَّا رأيتُكِ فجأةً
وأنا أعيشُ على أحَرِّ مِنَ الجَمَرْ
فالرُّوحُ تأمُرنِي لِأُخبِرَ أَهْلَكُمْ
والقلبُ أقسَمَ إِنْ عصيتُ سَينتحِرْ
قد كان حُبَّكِ لي أعَزَّ هدِيّةٍ
ورِضا أبيكِ بِأمرِنا أحلى خَبَرْ
لو تعلمينَ بِحالَتي إِذْ جِئتكُمْ
وبقيتُ شهرًا بعد ذلكَ أنتظِرْ
إزدادَ شَوْقُ البَيْنِ يا نُورَ الهُدى
ما عدتُ أصبِرُ كَيْ أراكِ فأصْطبِرْ
فالنُّورُ يخرُجُ مِنْ جبِينكِ لامِعًا
صِفَة ُالمَلَاكِ حَبيبتي ليْسَتْ بَشَرْ
والعينُ ترقُبُ كَيْ تراكِ أمامها
والجِسمُ لمّا تلمسينَهُ يقشعِرْ
واللهِ أخشَى أنْ أمُوتَ بِحسرَتِي
أَسَفًا على حظّي ويسبِقنِي القدَرْ
ما طعْمُهَا الدُّنْيَا وأنتِ بعيدةٌ
والنظرةُ السمْحَاءُ ليس لها أَثَرْ
يا حيُّ عجِّلْ باللقاءِ فإنَّنِي
أرجُو الهناءَ معَ الحبِيبِ وأستَقِرْ
أقسمتُ يا ربِّي الكريمُ وإنّنِي
بِكَ أستعينُ لِكَيْ أغُضَّ مِنَ البَصَرْ
مالي أرى في وجهِ كُلِّ صَبِيّةٍ
وجمِيلتِي الحسناءُ يُشبِهُهَا القمَرْ
واللهِ يكفِي أنْ تعيشَ بِجانِبِي
يومًا وحِيدًا أو ثوانٍ فِي العُمُرْ
---------
عبد العزيز.ع عنابة الجزائر